أنتَ الذى وَهَبْتَ زَيْدًا بعْدَ ما |
|
هَمَمْتُ بالعَجُوزِ أنْ تُحَمَّما |
(١) وأنشد ابن الأعرابىّ :
وَحَمَّمْتُها قَبْلَ الفِرَاقِ بِطَعْنَةٍ |
|
حِفاظا وأصحابُ الحِفاظِ قليلُ(٢) |
وقوله فى حديث عبد الرحمن بن عَوْفٍ « أنَّه طلَّق امرأته فمَتَّعها بخادِمٍ سوداءَ حَمَّمَها إيَّاها » (٣) عَدَّاه إلى مفعولين لأنه فى معنى أعطاها إيَّاها ، ويجوز أن يكونَ أراد : حَمَّمَها بها ، فحذف وأوصل.
* والحَمَامُ من الطير : البَرّىُّ الذى لا يأْلَفُ البُيوتَ. وقيل : هو كُلُّ ما كان ذا طَوْقٍ كالقُمْرِىّ والفاخِتَةِ وأشباهِهما ، واحدته حَمامةٌ ، وهى تقَعُ على المُذَكَّرِ والمؤَنَّثِ ، كالحيَّةِ والنعامة ونحوِهما. والجمع حمائمُ ولا يقال للذّكر : حمامٌ. فأما قوله :
*حَمامَىْ قَفْرَةٍ وَقَعا وطارَا* (٤)
فعلى أنه عَنى قَطِيعَيْنِ أو سِرْبَينِ كما قالوا : جِمالان.
وأما قول العجاجِ :
*قواطِنا مَكَّةَ من وُرْقِ الحَمى*
إنما أراد الحَمامَ فحذف. قال أبو إسحاق : هذا الحذفُ شاذّ ، لا يجوز أن تقول فى الحِمارِ : الحِمَا ، تُرِيد الحِمار. وأما الحَمامُ هُنا فإنَّما حذَفَ منه الألِفَ فَبقِيَت الحَمَم فاجتمع حَرْفان من جِنْسٍ واحدٍ فأبدل من الميم ياءً كما تقول : تَظَنَّنْتُ وتَظَنَّيتُ. وذلك لثِقَلِ التَّضْعيف ، والميم أيضًا تَزِيدُ فى الثِّقَلِ على حروف كثيرة.
* والحَمامَةُ : وَسَطُ الصَّدْر ، قال :
إذا عَرَّسَتْ ألْقَتْ حَمامَةَ صَدْرِها |
|
بِتَيْهاءَ لا يَقْضِى كَرَاهُ رَقِيبُها(٥) |
* والحَمامةُ : المرأةُ ، قال الشَّماخ :
__________________
(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( حمم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٤ / ٢٠ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٢ / ٢٤ ).
(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( حمم ) ؛ وتاج العروس ( حمم ).
(٣) الأثر ذكره أبو عبيد فى « غريب الحديث » ، ( ٢ / ١٦٨ ) ، وقال : حدثناه هشيم عن محمد بن إسحاق عن سعد ابن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف.
(٤) عجز بيت للفرزدق فى ديوانه ١ / ١٩٢ ؛ ولسان العرب ( حمم ) ؛ والمخصص ٨ / ١٦٨.
(٥) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( حمم ) ؛ والمخصص ( ٢ / ٢١ ) ؛ تاج العروس ( حمّ ).