* وَعَوَّل عليه : اتَّكَل واعتمد ، عن ثعلب ، قال اللحيانىُّ. ومنه
قولهم :
*إلى الله منه المُشْتَكَى والمُعَوَّلُ*
وقول امرئ
القيس :
وإن شفاءً
عَبْرَةٌ مُهَرَاقَةٌ
|
|
فَهَلْ عند
رَسْمٍ دَارِس من مُعوَّل
|
فيه مذهبان :
أحدهما أنه مصدر عوَّلْتُ عليه أى اتَّكَلتُ فلما قال : إن شفائى عبرةٌ مهراقةٌ
صار كأنه قال إنما راحتى فى البكاء. فما معنى اتّكالى فى شفاءِ غليلى على رَسْمٍ
دارسٍ لا غنَاء عنده عنى. فسبيلى أن أقْبِلَ على بكائى ولا أُعوّل فى بَرْد غليلى على ما لا غِنَى عنده ، وأدخل الفاء فى
قوله « فهل » لتربط آخر الكلامِ بأوَّله فكأنَّه قال : إذا كان شفائى إنما هو فى
فيضِ دمعى فسبيلى ألَّا
أُعَوّل على رَسْمٍ
دارِس فى دفع حُزْنى. وينبغى أن آخذ فى البكاء الذى هو سبب الشِّفاء.
المذهب الآخر
أن يكون مُعَوَّلٌ مَصْدرَ
عَوَّلْتُ بمعنى أعولت أى بَكَيْت ، فيكون معناه فهل عند رسْمٍ دارسٍ من إعْوَال وبُكاءٍ.
وعلى أىِّ
الأمرين حملْتَ المُعَوَّل ، فدُخُول الفاءِ على « فهل عند رسم » حَسَنٌ جميل. أما
إذا جعلت المُعَوَّل بمعنى العَوِيلِ
والإعوال : أى البكاء
فكأنه : قال إن شِفائى أن أسْفَحَ ، ثم خاطب نفسَه أو صاحبَيْهِ فقال إذا كان
الأمر على ما قَدَّمْتُه من أن فى البكاء شفاءَ وَجْدِى فهل من بكاءِ أشْفِى به
غَليلى. فهذا ظاهره استفهام لنفسه. ومعناه التحضيض لَها على البكاءِ كما تقول
أحْسَنْتَ [ إلىَ ] فهل أشْكُرُك أى فَلأشْكُرَنَّك ، وقد زُرْتَنِى فهل
أُكافِئَنَّك [ أى فَلأُكافئنك ] وإذا خاطب صاحِبَيْه فكأنه قال : قد عَرَّفتكما
ما سبَبُ شِفائى وهو البكاءُ والإعوال
فهل تُعْوِلان وتَبْكيان مَعِى لأُشْفَى بِبُكائكما.
فهذا التفسير
على قول من : قال إنَ مُعَوَّلِى
بمنزلة إعوالى ،
والفاءُ عَقَدَتْ آخِرَ الكلام بأوله لأنه كأنه قال : إذا كنتما قد عرفتما ما
أُوثِره من البكاء فابْكيا وأعْوِلا معى ، وكأنه [ إذا ] استفهم نفْسَه ، فكأنه قال : إذا
كنْتِ قَد علمتِ أن فى الإعوال
راحةً لى فلا عُذْر لى
فى تَرْك البكاءِ.
* وعِيال الرَّجُلِ وعَيِّلُه
: الذين يتَكَفَّل
بهم. وقد يكون العَيِّلُ واحدًا. والجمعُ عالَةٌ. عن
__________________