صَنعاوِىّ ، وأن النون هناك بدل من هذه الواو ، كما أُبدلت الواو من النون فى قولك : مِنْ وافِد ، وإن وَّقَفْتَ وقَفْتُ ، ونحو ذلك. قال : وكيف تصرّفَتِ الحالُ ، فالنون بدلٌ من بدلٍ من الهمزة. قال : وإنما ذهب من ذهب إلى هذا ، لأنه لم ير النون أُبدلت من الهمزة فى غير هذا. قال : وكان يَحْتجّ فى قولهم : إن نون فَعْلانَ بدل من همزة فَعْلاء ، فيقول : ليس غرضهم هنا البدلَ الذى هو نحو قولهم فى ذئْب ذيب ، وفى جُؤْنة جُؤْنَة ؛ وإنما يريدون أن النون تعاقِب فى هذا الموضع الهمزة ، كما تعاقب لام المعرفة التَّنوينَ ، أى لا تجتمع معه ، فلما لم تجامعه ، قيل : إنها بدل منه. وكذلك النونُ والهمزة.
* والأصْناع : موضع. قال عمرو بن قَمِيئة :
وضَعَتْ لَدَى الأصْناع ضاحِيةً |
|
فَوْهَى السُّيُوبِ وحُطَّتِ العِجَلُ (١) |
مقلوبه : [ ن ص ع ]
* النَّاصع ، والنَّصِيع : البالغ من الألوان ، الصافى منها ، أىَّ لون كان. وأكثر ما يُقال فى البياض. وقد نَصَع لونه نَصاعة ونُصُوعًا. قال سُوَيْد بن أبى كاهِل :
صَقَلَتْهُ بقَضِيبٍ ناعمٍ |
|
مِن أرَاكٍ طَيِّبٍ حتى نَصَعْ (٢) |
وأبيضُ ناصع : بالغوا به ، كما قالوا : أسود حالك ، وقيل : لا يُقال أبيض ناصع ، ولكن : أبيضُ يَقَق. وأحْمر ناصِع ونَصَّاع. قال :
بُدِّلْنَ بُؤْسا بعدَ طُولِ تَنَعُّمٍ |
|
ومِنَ الثِّيابِ يُرَيْنَ فى الألْوَانِ |
من صُفْرَةٍ تعلُو البَياضَ وحُمْرَةٍ |
|
نَصَّاعَةٍ كشقائقِ النُّعْمانِ (٣) |
ونَصَع الشىءُ : خَلَص.
* وحَسَبٌ ناصِع : خالِص ، وحقّ ناصع : واضح ، كلاهما على المَثَل. واستعمل جابر ابن قَبيصَة النَّصَاعَة فى الظَّرْف. وأراه إنما يَعْنى به خُلُوصَ الظَّرْف ، فقال : ما رأيت رجلاً أنصَعَ ظَرْفا ، ولا أحْضَرَ جوَابًا ، ولا أكثر صوابًا من عمرو بن العاصى. وقد يجوز أن يَعْنِىَ به اللَّوْن ، كأن يقول : ما رأيت رجلاً أظْهَرَ ظَرْفا ، لأن اللَّونَ واسطة فى ظهور الأشياء.
وقالوا : « ناصعِ الخبر أخاك ، وكُنْ منهُ على حَذر » ، وهو من الأمر الناصع ، أى البَيِّن أو الخالِص.
__________________
(١) البيت لعمرو بن قميئة فى ديوانه ص ٩٧ ؛ ولسان العرب ( صنع ) ؛ وتاج العروس ( صنع ).
(٢) البيت لسويد بن أبى كامل فى ديوانه ص ٢٥ ؛ وتاج العروس ( قشع ).
(٣) الأول بلا نسبة فى لسان العرب ( نصع ) ؛ وتاج العروس ( نصع ) ، والثانى بلا نسبة فى تاج العروس ( نصع ) ، ( شقق ) ؛ والمخصص ( ٢ / ١٠٩ ).