( فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ ) [ البقرة : ٢٦٦ ]. وقيل : التى فيها غُبار شديد. وقال الزَّجَّاج : الإعصار : الريح التى تهبّ من الأرض كالعَمود ، إلى نحو السماء ، وهى التى تسميها الناس الزَّوْبَعة. والإعْصارُ والعِصارُ : أنْ تُهَيِّج الريحُ الترابَ فترفعُه. والعِصار : الغُبار الشَّديد. قال الشَّماخ :
إذا ما جَدَّ وَاسْتَذْكَى عَلَيها |
|
أثَرْنَ علَيه مِن رَهَجٍ عِصَارَا (١) |
* والعَصَرَة : الغُبار. وفى حديث أبى هريرة : « أنّ امرأة مرّت به مُتطيِّبة ، لذَيلِها عَصَرَة ، فقال : أين تُرِيدينَ يا أمَةَ الجَبَّار؟ فقالت : أُرِيد المسجد » (٢).
ويجوز أن تكون العَصَرة من فَوْح الطِّيب وهَيْجه ، فشبَّهَه بما تُثيرُهُ الرّياح. وبعض أهل الحديث يرويه : عَصْرَة.
* والعَصْرُ : العَطِيَّة.
* عَصَرَه يَعْصِرُه : أعطاه. قال طَرَفَة :
لو كانَ فى أملاكِنا واحِدٌ |
|
يَعْصِر فينا كالَّذى تَعْصِرُ (٣) |
* والاعتصار : انتجاع العَطِيَّة. واعْتَصَر من الشىء : أخذ. قال ابن أحمر :
وإنَّما العَيْش برُبَّانِهِ |
|
وأنتَ مِنْ أفْنانِهِ مُعْتَصِرُ (٤) |
ورجلٌ كريم المُعْتَصَر والعُصَارة : أى جواد عندَ المسألة.
والاعْتِصار : أن تُخرج من إنسان مالاً بغُرْم ، أو بوجه غيره ، قال :
*فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ* (٥)
وكلّ شىء مَنَعْتَه ، فقد عَصَرْتَه. واعْتَصَر عليه : بَخِل عليه بما عنده ، ومنعه. وفى الحديث : « يَعْتَصِر الوالدُ على وَلَدِه فى مالِه » (٦).
__________________
(١) البيت للشماخ فى ديوانه ص ٤٤٤ ؛ ولسان العرب ( عصر ) ؛ وتاج العروس ( عصر ) ؛ وأساس البلاغة ( ذكى ).
(٢) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ٢ / ٢٨٢ ).
(٣) البيت لطرفة بن العبد فى ديوانه ص ١٥٤ ؛ وتاج العروس ( عصر ) ؛ ولسان العرب ( عصر ) ؛ والعين ( ١ / ٢٩٧ ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٢ / ١٤ ، ١٨ ، ١٩ ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ٢٣٢ ). ويروى « تعصرْ » بسكون الراء.
(٤) البيت لابن أحمر فى ديوانه ص ٦١ ؛ ولسان العرب ( عصر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٨ ) ؛ وتاج العروس ( ربب ) ، ( عصر ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٢ / ٢٣٢ ). ويروى « مقتفر » مكان « معتصر ».
(٥) صدر بيت ، وعجزه : * من فرعه ما لا ولا المكسر * وهو للشويعر فى لسان العرب ( كسر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٥١ ) ؛ والعين ( ٥ / ٣٠٨ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عصر ) ، ( فرع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٣٥٧ ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ٢٨٢ ) ؛ وتاج العروس ( كسر ).
(٦) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ٢ / ٤٣١ ) عن الشعبى من قوله.