وقيل : إنما ذلك إذا كان الرَّوِىُّ ساكنا ، ككسرة الجيم من قوله :
كَنِعاجِ وَجْرَةَ ساقَهُ |
|
نَ إلى ظِلالِ الصَّيْفِ ناجِرْ (١) |
* وقيل : الإشباع : اختلاف تلك الحركة ، إذا كان الروىُّ مقيدا ، كقول الحُطَيئة : فى هذه القصيدة :
الوَاهِبُ المِئَةَ الصَّفا |
|
يا فَوْقَها وَبَرٌ مُظاهَرْ (٢) |
بفتح الهاء. وقال الأخفش : الإشباع : حركة الحرف الذى بين التأسيس والرَّوِىّ المُطْلَق ، نحو قوله :
يَزِيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ دونى كأنَّمَا |
|
زَوَى بينَ عَيْنَيه علىَّ المَحاجِمُ (٣) |
كسرة الجيم : هى الإشباع. وقد التزَمَتْها العرَب فى كثير من أشعارها ، ولا يجوز أن يُجْمَع فتحٌ مع كسر ولا ضمّ ، ولا مع كسْرٍ ضَمٌّ ، لأن ذلك لم يُقَل إلا قليلا. قال : وقد كان الخليلُ يُجيز هذا ولا يُجيز التَّوْجِيه. والتوجيه قد جمعته العربُ ، وأكثرت من جمعه ، وهذا لم يُقَل إلا شاذّا ، فهذا أحْرَى ألَّا يجوز. قال ابنُ جِنِّى : سُمّى بذلك ، من قِبَل أنه ليس قَبْل الرَّوِىّ حرفٌ مُسَمّى إلا ساكِنا. أعنى التأسيس ، والرِّدْف ؛ فلما جاء الدخيلُ مُحَرّكا ، مخالفًا للتأسيس والرّدف ، صارت الحركة فيه ، كالإشباع له ، وذلك لزيادة المتحرّك على السَّاكن ، لاعتماده بالحركة ، وتمكُّنه بها.
مقلوبه : [ ب ش ع ]
* طَعامٌ بَشِيعٌ ، وبَشِعٌ : بَين البَشَع ، كَريه ، فيه جُفُوف كالإهْلِيلَج ونحوه ، وقد بَشِعَ بَشَعا.
* وكلام بَشِيع : كريه : منه.
* ورجل بَشِع : كريه ريح الفم ، والأنثى بالهاء. وقد بَشِع بَشَعا وبَشاعَة.
* وبَشِع بهذا الطعام بشَعا : لم يُسِغْه. وبَشِع بالأمر بَشَعا وبَشاعة : ضاقَ. وبَشِعَ الوَادى بالماء : ضاق. وبَشِعَ بالشىء بَشَعا : بَطَش به بَطْشا مُنْكَرا.
__________________
(١) البيت للحطيئة فى ديوانه ص ٣١ ؛ ولسان العرب ( نجر ) ، ( شبع ) ؛ وتاج العروس ( نجر ) ؛ ويروى « السدر » مكان « الصيف ».
(٢) البيت للحطيئة فى ديوانه ص ٣٦ ؛ ولسان العرب ( شبع ). ويروى :
الواهب المائة الهجا |
|
ن معاً لها وبر مطاهر |
(٣) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٢٩ ؛ ولسان العرب ( نقض ) ، ( زوى ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٨ / ٣٤٥ ، ١٣ / ٢٧٦ ، ١٤ / ١٨١ ) ؛ والعين ( ٥ / ٥١ ، ٧ / ٣٩٦ ) ؛ وتاج العروس ( نقض ) ، ( زوى ).