به ؛ ألا ترى أنه يجوز على هذا أن تقول :
شَكَوْتُ إليها حُبَّها المتغَلْغِلا |
|
فمَا زَادنى شَكْوَاىَ إلا تَذَلُّلا |
فتصِف بالمتغلغل ما ليس فى أصْل اللغة أن يوصف بالتَّغلغُل ، إنما ذلك وصف يخُصّ الجواهر لا الأحداث ، ألا ترى أن المتغلغل فى الشىء ، لا بد أن يتجاوزَ مكانا إلى آخر ، وذلك تفريغ مكان ، وشَغل مكان ، وهذه أوصاف تخصُّ فى الحقيقة الأعيان لا الأحداث. وأما التشبيه ، فلأنه شَبَّه ما لا يَنْتقِل ولا يزول ، بما يزول ويَنتقل. وأما المبالغة والتوكيد ، فإنه أخرجه عن ضَعْف العرَضية ، إلى قوّة الجَوْهريَّة.
وجئتُ من مَعِهِمْ : أى من عندهم.
* * *
أبواب الثلاثى الصحيح
العين والهاء والقاف
* العَيْهَقة ، والعَيْهَق : النَّشاط والاسْتِنان قال :
*إنَّ لِرَيْعانِ الشَّبابِ عَيْهَقَا* (١)
والعَيْهَقة : السرعة. والعَيْهَق : طائر ؛ وليس بثَبْت.
* والعَوْهَق : الغراب الأسود. وقيل : هو البعير الأسود الجسيم. وقيل : هو الأسود من كلّ شىء. وقيل : هو الثور الذى لونه واحد إلى السَّواد. وقيل : هو الخُطَّاف الأسود الجَبَلىّ. وقيل : العَوْهَق : لون ذلك الخُطَّاف. وقيل : العَوْهق : هو الطائر الذى يُسمَّى الأخْيَل. وقيَل : العَوْهق : لون كلون السماء ، مُشْرَبٌ سَوادا. وعَوْهقَ اللَّون : صار كذلك.
وقيل : هو اللَّازَوَردْ. قال :
*وهْىَ وُرَيْقاءُ كَلَونِ العَوْهَقِ*
والعَوْهَق : شجر. وقوله ، أنشده ابن الأعرابىّ :
يَتْبَعْنَ حَرْفا مثلَ قوْسِ العَوْهَقِ
__________________
(١) الرجز مع آخر لرؤبة فى ديوانه ص ١٠٩ ؛ وتاج العروس ( زمق ) ؛ ( خطل ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عهق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٢٤ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٩٤٥ ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٧٢ ) ؛ والمخصص ( ٣ / ١١٦ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٩٧ ) ؛ ورواية الديوان والتاج فى موضعيه « غيهقا ».