ويقال : وصل الشيءُ إِذا اتصل. قال الله تعالى : ( إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ )(١) : أي يتصلون قال الخليل : وصلتِ الأرضُ : إِذا اتصل نباتها بعضُه ببعض ، وأرضٌ واصلة.
ووصل شيئاً بشيء : إِذا أضافه إِليه. وفي الحديث عن النبي عليهالسلام : « لعن الله الواصلة والمستوصلة » (٢) وهي التي تصل شعرها بشعر غيرها. قال الفقهاء : المنهي عنه شعور الناس ، فأما شعر المعز وصوف الضأن ونحوهما فلا بأس به.
والموصول من الشِّعر المطلق : ما دخله أحد حروف الوصل. وهي الواو والياء والألف والهاء ، وهو آخر حرفٍ من البيت بعد الروي ، إِلا أن تتحرك الهاء فيجيء بعدها الخروج. قال فيما وَصْلُه واو.
دعاك الهوى واستجهلتك المنازلُ |
|
وكيف تَصابي المرء والشيب شاملُ |
وفيما وصله ياء (٣) :
حلفتُ يميناً غير ذي مثنويةٍ |
|
ولا عِلْمَ إِلا حُسْنُ ظنٍ بغائبِ |
وقال آخر فيما وصله ألف (٤) :
فما زال بردي طيباً من ثيابها |
|
إِلى الحول حتى أنهج البرد باليا |
__________________
(١) النساء : ٤ / ٩٠.
(٢) هو من طريق عائشة وابن مسعود وأسماء وابن عمر ومن طرق أخرى في الصحيحين وغيرهما ( مسلم : كتاب اللباس والزينة : ١١٥ ـ ١١٨ ) ؛ أبو داود : (٤١٦٨) ؛ أحمد : ( ٢ / ٢١ ، ٣٣٩ ؛ ٥ / ٢٥ ؛ ٦ / ١١١ ، ٢٢٨ ، ٢٥٠ ، ٣٤٥ ، ٣٥٣ ) ؛ ابن ماجه : ( ١٩٨٧ ـ ١٩٨٨ ) ؛ وقال عنه في النهاية : ( ٥ / ١٦٢ ) ؛ : روى عن عائشة أنها قالت : « ليست الواصلة بالتي يَعْنُون ، ولا بأس أن تَعْرَى المرأة عن الشّعر ، فتصل من قرونها بصوف أسود ؛ وإِنما الواصِلَة : التي تكون بَغيّاً في شبيبتها ، فإذا أسنَّت وصلتها بالقيادة » ، وقال أحمد بن حنبل لّما ذكر له ذلك : ما سمعت بأعجب من ذلك! ؛ وانظر المقاييس ( وصل ) : ( ٦ / ١١٥ ) ؛ الجمهرة : ( ٢ / ٨٩٨ ).
(٣) صدر بيت للنابغة ، ديوانه : (٢٩) ، والخزانة : ( ٣ / ٣٢٩ ) ، وعجزه :
ولا علم إلّا حسن ظنّ بصاحب
(٤) البيت لعبد بنى الحسحاس كما في اللسان ( نهج ).