وقفت فاطمة تودّع أباها وبين ذراعيها صبّي له من العمر شهر ، اعتنقه النبيّ .. راح يملأ صدره من شذى عطر له رائحة الجنّة ، وهمس بحب :
ـ انّه ريحانتي من الدنيا .. وامّه صدّيقة.
ودّع الرسول يثرب ، ومعه ألف مقاتل ، وفي ثنيّة « الوداع » حيث الجادّة التي تؤدي الى مكة. وعندما وصل « الشيخان » وهما جبلان في أطراف المدينة قام النبيّ باستعراض لقوّاته فأرجع من الشباب من كان دون الخامسة عشرة ...
طلع الفجر ووصل النبيّ « الشوط » ... بستان بين المدينة وجبل « احد » ....
وذرّ رأس النفاق قرنه فأعلن تمرّده على الرسول.
عاد « إبن ابيّ » وعاد معه ذيوله وكانوا ثلاثمئة ، فأحدث ذلك شرخاً في جيش النبيّ وهو على وشك الاشتباك.
عسكرت قريش في وادي « قناة » وانتشرت في أرض سبخة ، قاطعةً الطريق على جيش المسلمين.
تساءل النبي عن دليل يمكنه هداية الجيش على طريق يؤدي الى احد لايمرّ على جيش المشركين.
هتف « أبو خيثمة » :