قال أبو سفيان وقد أثاره صمت كعب؛ ربما تعجب من حماس اليهود لقتل محمّد وهم أهل كتاب :
ـ أقسم عليك بالتوراة؛ ديننا خير أم دين محمّد.
انتبه كعب كما لو لسعته عقرب وقال بغيظ :
ـ بل دينكم يا أبا سفيان أهدى من دين محمّد.
قال ابن مشكم بخبث يهودي :
ـ أتراه كاذباً يا أبا سفيان؟!
ردّ أبو سفيان وقد ملّ :
ـ كيف وقد كنّا ندعوه الصادق الأمين.
ـ فلم تقاتلونه إذن؟
شعر أبو سفيان بالنار تشتعل في رأسه :
ـ كنّا وبنو هاشم مثل فرسي رهان كلما جاءوا بشيء جئنا بمثله .. حتّى ظهر محمّد فماذا يبقى لنا.
قال كعب وهو يصب الزيت في النار :
ـ لو اجتمعت قبائل العرب عليه ما وصل الأمر الى هذا الحد. قوافلكم ، هيبتكم وحتى آلهتكم في خطر ، تغدّوا به قبل أن يتعشى بكم.
نهض أبو سفيان حانقاً وهتف بعصبية :
ـ لن يطلع القمر حتى تسمع بمناحة في بيوت يثرب.