أدهى وأمرّ ...
استمر القتال مريراً .. واقتربت المعركة من نهايتها بعد ان تمزّقت خطوط المشركين ولاحت في الافق هزيمة وشيكة.
هتف النبيّ غاضباً وهو يقذف حفنة من الحصى :
ـ شاهت الوجوه!
انفجرت ساعة الانتقام وقذف بركان الثأر حممه مدوّية وهتف بلال وهو يرمق جلّاده بغضب :
ـ اميّة! رأس الكفر لا نجوت إن نجا ... حاول بعض المسلمين اعتراض بلال. أرادوا عدوّهم أسيراً فصاح بلال :
ـ يا أنصار الله .. إنّه اميّة رأس الكفر .. لا نجوت ان نجا ...
انقض بلال على جلّاده فهوى كأنما سقط من شاهق ... ولأوّل مرّة تنفّس بلال الصعداء وانزاحت عن صدره صخرة قاسية كانت تجثم فوق اصلاعه فدمعت عيناه وراح ينظر الى السماء في امتنان.
حاول أبو جهل في عناد قديم أن يمنع هزيمة قريش وكان يقاتل سياج من رماح رجاله وفي مقدمتهم ابنه عكرمة ... ولكن أنّى لهؤلاء الحفنة من الحمقى الوقوف بوجه رياح النصر وهي تعصف بعنف من أدنى الوادي .. اقتربت هتافات : أحد .. أحد ... وماهي إلاّ لحظات حتى هوى ابو جهل وارتطم رأسه بالأرض.