ـ وماذا قال؟
ـ جاء مبهور الأنفاس ونثر كلماته كالنبل
: مارأيت شيئاً ولكني وجدت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا .. نواضح يثرب تحمل
الموت الناقع.
أطرق عتبة. كان يفكّر في المصير .. ألقى
أبو جهل نظرة حانقة وبصق على الأرض ثم غادر المكان.
ارتقى عتبة جملة الأحمر وقد دوّت فكرة
العودة الى مكة في رأسه وأصغت عشرات الرجال الى ما يقول صاحب الجمل الأحمر :
ـ يا معشر قريش! لن تصنعوا شيئاً بلقاء
محمّد وأصحابه. وبين أصحابه رجال من بني عمومتكم أو أخوالكم .. وهل يقتل المرء ابن
عمه أو ابن خاله أو رجلاً من عشيرته .. ارجعوا وخلّوا بين محمّد وسائر العرب ...
يا معشر قريش أطيعوني اليوم واعصوني
الدهر ، انّ محمّداً له إلّ وذمّة .. فان يكن صادقاً فانتم أعلى عيناً به ، وان
يكن كاذباً كفتكم ذؤبان العرب أمره.
جحظت عينا « أبي جهل » وخرجت الكلمات من
فمه ممزوجة بالبصاق :
ـ انظروا ماذا يفعل الجبن في النفوس ...
انظروا الى سيد من