كبيرة من عالم مفتوح وظهرت مكة ، ويثرب وصحراء واسعة مليئة بالرمال والحوادث ، وظهرت خيول وإبل ورجال تجوب الأودية.
استيقظت مكة مذعورة .. صرخات « ضمضم » تبعث الرعب في القلوب الخطر يهدد الآلهة؛ وآلهة قريش عبادة وتجارة :
ـ يامعشر قريش اللطيمة! ... أموالكم مع أبي سفيان قد تعرّض لها محمّد وأصحابه.
كان منظره على بعير مجدوع الأنف ، مشقوق القميص إنذاراً بالخطر الاهم. وثارت الحمية حمية الجاهلية؛ صرخ أبو جهل :
ـ واللات والعزى ما نزل بكم أمر أعظم من أن يطمع بكم محمّد وأهل يثرب فانهضوا ولا يتخلّف منكم أحد.
وتجهّزت قريش ، اظهرت كلّ حقدها الدفين تطلب رأس رجل هاجر إلى ربّه.
تجمّع الحاقدون فكانوا الفاً إلاّ خمسين ، ومن الابل ثلاثمئة وخمسون ومن الخيل مئتان.
وسارت قريش بخيلها وخيلائها بدفوفها وقيانها بخمرتها وآلهتها ، سارت تشقّ بطون الأودية.
وفي الصحراء كان أبو سفيان يقود القافلة ، يسوقها سوقاً حثيثاً ، عيناه تدوران في محجريهما؛ تسعان الآفاق؛ تترصدان الآثار. وبين