١٠
مكّة يغمرها الظلام ؛ والنجوم ترسل ضوءً
واهناً .. تنبض من بعيد كقلوب مجهدة؛ نامت العيون ما خلا عيوناً حجرية تحيط
بالكعبة ما تزال مفتوحة تحدّق ببلاهة وغباء.
وفي عالم هلامي كان رجل يركب بعيراً
يخطر به حتّى اذا وقف بـ« الأبطح » صرخ عالياً :
ـ يا آل غدر انفروا إلى مصارعكم!
خف البعير براكبه فوق ظهر الكعبة وصرخ :
ـ يا آل غدر انفروا إلى مصارعكم.
طار البعير نحو جبال مكة. هبط على قمّة
« أبي قبيس » وصرخ الراكب مرّة اخرى :
ـ يا آل غدر انفروا إلى مصارعكم.
انتزع الراكب صخرة من الجبل ثم قذف بها
بيوت مكة .. انفجرت الصخرة في أسفل الوادي وأضحت حجارة متناثرة تساقطت كشهب