وجدت كلّ ذلك قرب عليّ.
ووجد عليّ في فاطمة قبساً من امّه ، فالزهراء تكاد تذوب رقّة. وجد فيها رفيق دربه. ففاطمة شوق وحنين ، ووجد فيها الخصب والحياة ففاطمة كوثر محمّد.
طلب عليّ يد فاطمة؛ واطرقت فاطمة ، وكان صمتها ، وحمرة الحياء تقولان نعم لعليّ ، وباركت الملائكة لقاء الشطرين ليؤلّفا كياناً جديداً فيه صفات حوّاء وخصال آدم.
وذات صباح جاء النبيّ زائراً وسأل فتاه :
ـ كيف وجدت أهلك؟
أجاب عليّ وعيناه تنطقان ثناءً.
ـ نعم العون على طاعة الله.
والتفت النبيّ إلى فتاته :
ـ وكيف وجدت بعلك؟
فقالت بكلمات تقطر حياءً وحبّاً :
ـ خير بعل.
رمق النبيّ السماء. عبرت الأفلاك كلماته الدافئة :
ـ اللّهم ألّف بين قلبيهما وارزقهما ذرّية طاهرة.
وعندما همّ بالنهوض قال الاب لفتاته :