وارتفع صوت حفصة :
فاطــــمة خيــــر نســـاء البــشر
ومــن لهــــا وجه كوجه القمــــر
فضّلك الله على كــــــــلّ الـورى
بفضـــل مـــن خــصّ بــآي الزمر
زوّجــــك الله فـــتــىً فـــاضــلاً
أعني عليّاً خير من فــي الحـضـــر
فـسرن جــــاراتي بهــــا أنهــــا
كــريمـــة بنت عـــظيم الخــــطر
في المسجد كان اللقاء ، أخذ النبي يدي فاطمة ، ووضعها في يدي علي ، وتمتم الرسول بخشوع :
ـ اللّهم انّهما أحبّ خلقك إليّ ، فاحبّهما ، واني أعيذهما بك وذرّيتهما من الشيطان الرجيم.
شهد البيت الصغير ولادة حبّ عميق عمق البحر ، طاهراً كقطرات الندى ، متدفقاً كالينبوع. لم تعثر فاطمة في بيتها على فراش وثير لكنّها وجدت قلباً دافئاً ينبض بالحبّ ، ولم تجد فاطمة في منزلها الجديد جواهر أو لؤلؤاً منثوراً لكنها وجدت انساناً يموج بقيم تتألق سموّاً وتشعّ رحمةً ، وجدت فاطمة ما تنشده المرأة في أعماقها ..