ـ يا أبا الحسن كأنّك أتيت لحاجة فقل
حاجتك. انفتحت أمام الفتى كوّة من أمل ووجد نفسه يقول :
ـ يارسول الله ... إن الله هداني بك
وعلى يديك وقد أحببت أن يكون لي بيت وزوجة أسكن اليها وقد أتيتك خاطباً ابنتك
فاطمة.
كانت امّ سلمة تنظر إلى وجه النبيّ ، فرأت
بسمة تطوف في محيّاه. قال النبي :
ـ يا علي انه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت
ذلك لها ، فرأيت الكراهة في وجهها ، ولكن على رسلك حتى أدخل عليها.
نهض النبيّ ، ونهض عليّ إجلالاً له.
ـ يا فاطمة.
ـ لبيك يا رسول الله.
ـ ان علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته
وفضله وإسلامه .. وإني قد سألت ربيّ أن يزوّجك خير خلقه وأحبّهم اليه؛ وقد ذكر من
أمرك شيئاً فما ترين؟
أطرقت فاطمة وكانت علامة رضا تطوف فوق
وجهها تغالب مسحة حياء صبغت وجنتيها بحمرة خفيفة كشمس صباح باسم.
هتف النبيّ مستبشراً :
ـ الله أكبر سكوتها رضاها.