تدفّق ينبوع فرح في بيت امّ سلمة. طاف الخبر السعيد منازل المدينة كفراشة تدور ، تحطّ هنا وترفرف هناك؛ وحلّقت في الأفق أحلام العذارى؛ وشمّ بعض أهل « الصفة » رائحة وليمة عرس.
قال النبيّ وهو يتطلّع الى صهره :
ـ هل معك شيء ازوّجك به؟
عرض الفتى بضاعته المزجاة :
ـ سيفي ودرعي وناضحي.
ـ أمّا سيفك فالإسلام يحتاج اليه وأمّا ناضحك فتنضح به على نخلك وتحمل عليه رحلك ، ولكني رضيت بدرعك.
وانطلق عليّ عارضاً درعه على من يشتريه وسرعان ما وجد له مبتاعاً .. اشتراها منه « عثمان » وأقبل الفتى يحثّ خطاه إلى منزل النبيّ ، فصبّ الدراهم بين يديه وكانت أربعمئة درهم.
انطلق عليّ يهيئ منزله الجديد وصورة فاطمة بربيعها الخامس عشر ما تزال تطوف في عينيه ، وشعر بأن نبعاً من مياه باردة يتدفّق في قلبه :
نشر أرض الحجرة برمل ليّن ، وراح يمسح عليه بكفّه فبدا كبلاطة ناعمة ، وثبّت خشبة بين الجدارين في أقصى الحجرة لتكون مشجباً للثياب .. وبسط فوق زاوية من الرمل جلد كبش ، زيّنها