ـ أما كان الأحرى أن نهبها فدكاً ... أنا
أخشى ابنة محمّد.
أجاب أبو حفص مشجّعاً :
ـ لا تخف يا صاحبي ... غبرة وتنجلي
وماهي إلّا جولة وينتهي كلّ شيء...وكأن شيئاً لم يكن ... وربت على كتفه وقد عرف
كيف يتغلغل الى قلبه :
ـ أقم الصلاة ... وآت الزكاة .. ان
الحسنات يذهبن السيئات .. وما يفعل ذنب واحد في حسنات كثيرة.
أضاءت الابتسامة وجهه ، فقال :
ـ كربة فرجّتها ياعمر.
هتف الخليفة وقد شحذ العزم كلمات تدعو
بالويل والثبور ...
ـ ألا لو شئت أن أقول لقلت ، ولو تكلمت
لبحت واني ساكت ما تركت ... يستعينون بالصبية ويستنهضون النساء .. واني لست كاشفاً
قناعاً ولا باسطاً ذراعاً ولا لساناً ، إلاّ من استحق ذلك.
استنكرت ام سلمة وكانت امرأة على خير :
ـ أمثل هذا يقال لفاطمة!! وهي الحوراء
وعديلة مريم .. ربيت في أحضان الأنبياء وتداولتها أيدي الملائكة .. أتزعم ان رسول
الله حرّم عليها ميراثه؟!
عادت فاطمة الى منزلها .. وقد جثم الحزن
على بيوت المدينة