وقفت فاطمة تنظر إلى الأفق البعيد
المدلهمّ بالخطوب والحوادث وراحت تسرج الشموع في مهب العواصف علّها تضيء الصحراء
والتاريخ.
معركة وشيكة ستندلع .. تدمّر كلّ شيء
... معركة عجيبة اسلحتها الصبر ... الصمت الرفض ... كان على عليّ أن يرمي « ذا
الفقار » جانباً .. أن يصرخ بالصمت .. الصمت المدوّي وكان على فاطمة أن تتكلّم بعد
أن طوت الماضي متبتلة في المحراب.
نهضت فاطمة. غادرت محمراب الصمت لتقول
كلمتها في الذين يسرقون « فدك » في غمرة الليل حتى لا يسرقوا التاريخ والمستقبل في
وضح النهار ...
جاءت فاطمة تطالب بالميراث وكانت جذوع «
فدك » سلاحها الوحيد :
ـ اعطني ميراثي من أبي رسول الله.
قال أبي بكر :
ـ سمعت أباك يقول : نحن معاشر الأنبياء
لا نورّث.
ـ كيف وقد ورث سليمان داود .. وقال
زكريا : يرثني ويرث من آل يعقوب؟!!
ـ أنا سمعت رسول الله يقول نحن الأنبياء
لا نورّث وهاهي