٢٨
حان وقت الوفاء بالنذر .. فلقد نهض
الحسنان من فراش المرض .. وعادت الى وجهيهما دماء العافية ، السماء تنتظر نذراً
نذره الانسان .. نذراً يقدّمه إلى نفسه ليكون قريباً من عوالم مغمورة بالنور. لا
شيء في منزل فاطمة.
انطلق علي إلى « شمعون » رجل من خيبر؛
رجل شهد انهيار حصون مليئة بالسلاح .. بالذهب .. بالذكاء أمام رجل لا يملك سوى سيف
وقلب تنطوي في حناياه النجوم.
وها هو اليوم يأتي يطلب شيئاً عجيباً.
انّه يريد قرضاً .. ثلاثة أصواع من شعير .. الرجل الذي اقتلع باب « القموص » وقهر
خيبر .. جاء يطلب حفنة من شعير ... وامرأته بنت محمّد ... تملك أرض « فدك ».
تمتم شمعون وقد هزّته المفاجأة :
ـ هذا هو الزهد الذي أخبرنا به موسى بن
عمران في التوراة!