ـ استحييت أن أكشف سوأته.
وفي حصن « فارع » كان حسّان مع النسوة
والأطفال .. وقد بلغت القلوب الحناجر. كانت رائحة الغدر تتصاعد من حصون بني قريطة.
جلست فاطمة قرب صفية تراقبان شوارع
المدينة. فجأة ، لاح الخطر ... عينان يهوديتان تتلصّصان ورائحة الغدر تزكم الانوف.
هتف صفية :
ـ يا حسان هذا يهودي يطوف حول الحصن كما
ترى فانزل اليه واقتله .. والاّ دلّ علينا.
أجاب حسان وهو يبلع ريقه :
ـ غفر الله لك يا ابنة عبد المطلب
نهضت صفية وقد أخلد حسان الى الارض. شدّت
وسطها. كانت فاطمة تراقب ملامح لحمزة في وجهها في عزمها والايمان الذي غمر قلبها.
هبطت صفية درجات الحصن وفي قبضتها عمود.
ودوّت ربة هاشمية على رأس « السامريّ »
.. وشخصت العينان وبريق الغدر يخبو شيئاً فشيئاً ..
هتفت صفية :
ـ يا حسان انزل اليه واسلبه.
تشبث حسّان بالأرض ، وقد ذعر الجرذ
القابع في أعماقه.