اختارته السماء رسولاً الى الأرض المنكوبة.
الرجل الذي اكتسبت يثرب مجدها به جائع .. يشدّ حجر المجاعة الى بطنه لا يجد شيئاً يأكله حتى ذكرته فاطمة على حين غفلة من أهل يثرب.
غابت الشمس ، وفاحت رائحة الخبز في فضاء المدينة توهجت المواقد في البيوت تمنح الصائمين الدفء والشبع .. والنبيّ في خندقه يصلّي لله :
ـ ربّ اني لما أنزلت إليّ من خير فقير.
وجاءت فاطمة من بعيد تحمل اليه قلبها وخبزاً انضجته قبل قليل.
شاعت البهجة في وجه النبيّ .. بهجة تشبه بهجة الحواريين يوم نزلت اليهم مائدة من السماء.
وفاطمة حوراء أنسية جاءت تحمل له الخبز والدفء والشبع. تمتم النبيّ :
ـ والله ما دخل جوفي طعام من ثلاث.
عادت فاطمة الى منزلها .. تكفكف دموعها .. تبكي الرجل الذي حمل مشعل السماء الى الأرض يريد له أن يبقى مضيئاً بوجه العاصفة القادمة.