١٩
الحياة في يثرب ينابيع متدفقة ، والأمل ينمو .. يكبر .. غدا شجرة خضراء أصلها ثابت وفرعها في السماء ، والذين نصروا النبيّ يعملون دائبين في زروعهم ، يرعون ماشيتهم. والذين هاجروا وجدوا لهم متّسعاً من مكان في الأرض وفي القلوب وغدا الجميع اخوة على دين واحد كلّهم من آدم وآدم من تراب ، والرسول لا يفتأ يؤلّف بين القلوب .. يغسل عنها أدران الجاهلية.
عليّ يعمل .. يسقي الزرع أو يفجّر الأرض ينابيع ، فيحصل لقاء ذلك صاعاً من شعير أو تميرات من نخيل يثرب.
كانت شمس الأصيل تغمر مسجد النبيّ بأشعتها الذهبية ، ومساقط الضوء تتناثر من بين جريد النخل كدنانير ذهب نثرت فوق عروس.
جلس النبيّ في قبلته بعد ان انفتل من الصلاة وقد تحلّق حوله