المخادع بكفيه .. وعواء ذئب جائع يضجّ في صدره اللاهث .. ضاع السامريّ بين آثار الجمال والحمير لا يعرف له وطناً سوى تلك البقعة التي خسفت بقارون وخزائنه الزاخرة بالذهب الأصفر .. في أعماقه امنيات لعجل جديد يعبده من دون الله؛ لا تكفيه بقعة واحدة. يريد أن يبتلع سينا وأرض كنعان ، وبابل ورمال جزيرة العرب.
وحطّ السامري رحله هنا وهناك من أرض الجزيرة وراح يبني الحصون والقلاع وينهب الذهب ، القبائل العربية تعبد أصناماً من حجارة تنحتها بأيديها أو أشجاراً ذات رقاع ، وابناء السامريّ يعبدون عجلاً من ذهب يخطف الأبصار ، يظلّون عليه عاكفين حتى جاء محمّد.
توقّف التاريخ يحبس أنفاسه عند حصون بني النضير فقد جاء محمّد ومعه جمع من أصحابه يطالبهم بالوفاء وهم جبلوا على الغدر؛ يبتسمون لمن يدعوهم فيكشرون عن أنياب تنزّ صديداً.
قالوا وقد رأوا النبيّ عند الحصن في قلّة ودونما سلاح.
ـ نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت.
وجلس النبيّ ينتظر الوفاء.
وخلف جدران الحصون والقلاع ولدت مؤامرة.
اجتمع ابناء السامريّ .. العيون تبرق بالغدر :