مقابلتها ، اي : اذا نودي ناشئاً من مؤذني يوم الجمعة الى الصلاة ، فعليكم السعي الى ذكر الله ، فاللام هنا مفيدة لمعنى الانتهاء ، كالباء في قولنا « اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ».
واما بمعنى « في » كما اومأنا اليه ، فانه في الظروف كثيراً ما يقع بمعناه ، « من بيننا وبينكم حجاب » (١) وكنت من قدامكم ، ولعله من اظهر الوجوه ، فان المراد بالنداء هنا ما يقع في وسط الجمعة وعرضه ، لا ما يقع في اوله وابتدائه ، تأمل فيه.
واما للتعليل ، مثله « ما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا ناراً » (٢) ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب (٣).
واما للتبيين ، وهو اظهار المقصود من امر مبهم ، فهو هنا بيان لـ « اذا » لان قولك وقت نداء الصلاة « وجب عليكم السعي اليها » مبهم ، فاذا قلت : الذي هو يوم الجمعة ، ظهر المقصود ورفع الابهام.
واما للتبعيض ، ومعناه : اذا نودي بعض يوم الجمعة.
واما زائدة على القول بجوازها في الآيات.
وفي الآية صنوف التأكيد وضروب الحث والمبالغة في طلب الخير والاستباقة اليه ، حيث عبر عن الذهاب الى ذكر الله بالسعي المفيد للاسراع في المشي والمبالغة فيه ، ثم امر بترك البيع.
ثم قال : السعي والترك انفع لكم عاقبة ان كنتم من اهل العلم ، وهو مشعر بأن من لم يفعلهما فهو ليس من اهله ، بل هو ممن لم يميز بين الخير والشر والصلاح والفساد ، ولم يفرق بين الضار والنافع.
____________
(١) فصلت : ٥.
(٢) نوح : ٢٥.
(٣) عوالي اللآلي : ١ / ٤٤ ح ٥٥.