ولا يذهب عليك ان قوله ـ عليه السلام ـ « ولم يكن يومئذ خلق غيرهما » اي : خلق من هذا العالم الجسماني ، يدل على ان العرش بمعنى الجسم المحيط لم يكن يومئذ مخلوقاً ، والا لكان الهواء محدوداً.
وقوله « والهواء لا يحد » ينفيه ، فالمراد بكونه على الماء ما اشرنا اليه سابقاً ، والله اعلم بالصواب ، والصلاة على رسوله وآله الاطياب.
* الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار. [ الآية : ٨ ]
حاصل معنى الآية الشريفة والله يعلم : « الله يعلم ما تحمل كل انثى » من ذكر وانثى ، وتام الخلق وناقصه ، وواحداً واثنين او اكثر.
« وما تغيض الارحام » اي : وما تنقص من تسعة اشهر في الحمل « وما تزداد » عليها ، فنقصان الارحام وضعها لاقل من تسعة اشهر ، وزيادتها وضعها لاكثر منها.
او المراد من النقصان السقط ، ومن الزيادة تمام الخلق ، واقل مدة الحمل ستة اشهر ، فقد يولد الولد لهذه المدة ويعيش.
« وكل شيء » في علمه بقدر معين لا يجاوزه ولا ينتقص عنه.