حديث الروضة.
ويوافقه ما في تفسير علي بن ابراهيم بسند صحيح في حديث الابرش انه قال لابي عبد الله ـ عليه السلام : اخبرني عن قول الله « او لم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقاً ففتقناهما » (١) فما كان رتقهما؟ وبما كان فتقهما؟
فقال ابو عبد الله ـ عليه السلام : يا أبرش هو كما وصف نفسه ، وكان عرشه على الماء ، والماء على الهواء ، والهواء لا يحد ، ولم يكن يؤمئذ خلق غيرهما ، والماء يؤمئذ عذب فرات ، فلما اراد الله ان يخلق الارض امر الرياح فضربت الماء حتى صار موجاً ، ثم ازبد فصار زبداً واحداً ، فجمعهم في موضع البيت ، ثم جعله جبلاً من زبد ، ثم دحا الارض من تحته.
فقال الله تبارك وتعالى « ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً » (٢) ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء.
فلما اراد ان يخلق السماء امر الرياح فضربت البحور حتى ازبدت ، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار ، فخلق منه السماء ، وجعل فيها البروج والنجوم ، ومنازل الشمس والقمر واجراها في الفلك.
وكانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر ، وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب ، وكانا مرتوقتين ليس لهما ابواب ، ولم تكن للارض ابواب وهي النبت ، ولم تمطر السماء عليها ، فنبت ففتق السماء بالمطر ، وفتق الارض بالنبات ، وذلك قوله « أو لم ير الذين كفروا » الآية.
فقال الابرش : والله ما حدثني بمثل هذا الحديث احد قط ، اعد عليّ ، فأعاده عليه ، وكان الابرش ملحداً فقال : وانا اشهد انك ابن نبي ثلاث مرات (٣).
____________
(١) الانبياء : ٣٠.
(٢) آل عمران : ٩٦.
(٣) تفسير القمي : ٢ / ٦٩ ـ ٧٠.