والدقائق قلم.
وأما قول بعض الحكماء : ان النفوس حادثة
بحدوث الابدان ، فغير مسلم ، كيف وكثير من الروايات ناطقة بخلافه.
منها : صحيحة بكير بن اعين عن الباقر ـ
عليه السلام ـ المذكورة في الكافي : خلق الله ارواح شيعتنا قبل ابدانهم بألفي عام .
وفي رواية اخرى : ان الله خلق الارواح
قبل الاجساد بألفي عام .
واليه ذهب قوم ، منهم الصدوق رحمه الله
حيث قال : انها الخلق الاول ، لقول النبي ـ صلى الله عليه وآله : اول ما ابدع الله
سبحانه هي النفوس المقدسة المطهرة ، فأنطقها بتوحيده ، ثم خلق بعد ذلك سائر خلقه .
وعنه ـ صلى الله عليه وآله : اول ما خلق
الله عز وجل ارواحنا ، فأنطقنا بتوحيده وتمجيده ، ثم خلق الملائكة ، فلما شاهدوا
ارواحنا نورا واحدا استعظموا امورنا ، فسبحنا لتعلم الملائكة انا خلق مخلوقون وانه
منزه عن صفاتنا ، فسبحت الملائكة بتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا الحديث.
وفي رواية اخرى : يا محمد اني خلقتك
وعلياً نوراً ـ يعني روحاً بلا بدن ـ قبل ان اخلق سمواتي وارضي وعرشي وبحري ، فلم
تزل تهللني وتمجدني .
وفي مسند احمد بن حنبل عن زاذان عن
سلمان ، قال : سمعت حبيبي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول : كنت انا وعلي
نوراً بين يدي الله تعالى قبل ان يخلق آدم بأربعة عشر الف عام .
____________