متى اعتقد القدم فهو كافر بلا خلاف ، فان الفارق بين المسلم والكافر ذلك ، وحكمه في الاخرة حكم باقي الكفار بالاجماع (١).
وبمثله قال المعقب قدس سره في الفرائد الطريفة في شرح الصحيفة (٢) ، وصرح فيه بأن حدوث العالم من ضروريات الدين.
فقوله هنا بكون هذا التأويل جرأة لا كفراً : اما مراعا منه للسيد ، ولا موضع لها ، اذ الحق أحق ان يتبع. او غفلة منه عما يلزمه.
وهذا من السيد مع قوله بالحدوث الدهري والزمان التقديري واصراره عليه غريب.
واغرب منه قوله بوقوع اسم الماء في القرآن والحديث على العقل المجرد القائم بذاته كثيرا.
ولو كان الامر على ما زعمه ، لكان القول بالقديم بالزمان ، مما لا مدفع له ، فكيف صار كفراً عندهم؟
وعلى تقدير وقوع اسم الارض في الآية على النفس المجردة والماء على العلم ، لا يلزم منه وقوعه على ذلك العقل القديم ، كيف؟ وهم ينكرونه ويكفرون القائل به.
مع ان في التفاسير المشهورة المتداولة ، كتفسير الزمخشري والبيضاوي ومجمع البيان وما شاكلها ، ليس منه عين ولا اثر. والعجب ممن يدعي كثرة وقوع شيء لم يقع قط.
وبالجملة وقوع اسم الارض على النفس المجردة والماء على العلم في الآية ، لو سلم له ذلك ، مع انه تفسير بالرأي الممنوع ، لا يستلزم وقوع اسم الماء على العقل المجرد ذاتاً وفعلاً في القرآن والحديث.
____________
(١) اجوبة المسائل المهنائية : ٨٨ ـ ٨٩.
(٢) الفرائد الطريفة : ١٠٩ المطبوع بتحقيقنا.