ملوك حمير (١) ، وقرأ عاصم : أَنْ نَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سُدّاً (٢) قال فيه النعمان ابن بشير (٣)
ونحن بَنَيْنا سُدَّ يأْجوجَ فاستوى |
|
بأيماننا هل يهدم السُّدَّ هادمُ |
فمن ذا يفاخرنا من الناسِ معشرٌ |
|
كرامٌ فذو القرنين منا وحاتمُ |
السُّدُّ : الجراد يسد الأفق من كثرته ، قال العجاج (٤) :
سيل الجراد السُّدِّ يرتاد الخُضَرْ
السُّدُّ : السحاب الكثير الذي يسد الأفق ، قال (٥) :
قعدتُ له وشيعني رجالٌ |
|
وقد كَثُر المَخايلُ والسُّدودُ |
السُّدُّ : الجبل ، ومنه قوله تعالى : وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سُدّاً وَمِنْ خَلْفَهِمْ سُدّاً(٦) أي حلنا بينهم وبين ما أرادوا وأعميناهم حتى كأن بينهم وبينه جبلاً ، لأنه يروى في الحديث أنهم
__________________
(١) هو عند الهمداني في الإِكليل : ( ٢ / ٦٩ ) وما بعدهما : تُبَّعٌ الأقرنُ بن شَمّر يُرْعِش بن إِفْرِيْقيس بن أبرهة ذي المنار بن الحارث الرائش بن إِلي شدَد بن الملطاط بن عمرو بن ذي أَبْيَن بن ذي يقدُم بن الصَّوَّار بن عبد شمس.
ويخالفه نشوان في هذا النسب عند ( إِلي شَدَد ) ، فنشوان يرى أنه : إِلي شدد بن قيس بن صَيْفيّ بن حِمْيَر الأصغر.
قال في شرح النشوانية : (٦١) : « هذا نسبه الصحيح ، وقد نسبه الهمداني في الإِكليل إِلى وَلَدِ الصَّوَّار ».
وبعد أن ذكر عدداً من التبايعة الذين نسبهم الهمداني إِلى الصَّوار بن عبد شمس ، تجنب القسوة في النقد فذكر في شرح قصيدته أنَّ الهمداني قال في الإِكليل أيضاً : « وقد قال بعض العلماء إِنَّ الرائش من ولد قيس بن صيفيّ ».
وبإِيراد هذه العبارة من كلام الهمداني وفق نشوان بين رأيه ورأي الهمداني. مع الرجحان لرأي نشوان وإِعذار الهمداني عما كتبه وهو في مَسْوَر بني المُنْتاب وهم ينتمون إِلى الصّوار.
(٢) سورة الكهف : ١٨ / ٩٤.
(٣) انظر الإِكليل : ( ٢ / ٢٠٣ ـ ٢٠٥ ) والأغاني : ( ١٦ / ٤٥ ـ ٤٧ ).
(٤) ديوانه : ( ١ / ٨١ ).
(٥) البيت دون عزو في اللسان ( سدد ).
(٦) سورة يس : ٣٦ / ر ٩