ثانياً : عندما يأكل يجب أن يكون ذلك بعد الجوع بساعة مثلا ، ثمّ يأكل بحيث لا يشبع تمام الشبع ، هذا في كمّ الطعام ، وأمّا كيفيّته ، فبالإضافة إلى الآداب المعروفة ، أن لا يأكل اللحم كثيراً ، بمعنى أن لا ياكله في وجبتي اليوم والليلة معاً ، ويتركه في كلّ اُسبوع مرّتين أو ثلاثاً في الليل وفي النهار ، ويتركه مرّة إذا استطاع للتكيّف ، ويجب أن لا يكون ممّن اعتاد غلي تناول البزورات (المخلوطة) ولا يترك صيام ثلاثة أيّام في كلّ شهر إذا استطاع.
وأمّا تقليل النوم فكان يقول : أن ينام في اليوم والليلة ستّ ساعات ، ويهتمّ طبعاً بحفظ اللسان واجتناب أهل الغفلة كثيراً.
هذه الاُمور تكفي في إضعاف البعد الحيواني ، وأمّا في تقوية البعد الروحاني :
أوّلا : يجب أن يكون دائماً متّصفاً بالهمّ والحزن القلبي لعدم وصوله إلى المطلوب.
ثانياً : أن لا يترك الذكر والفكر ما استطاع لأنّ هذين هما جناح سير سماء المعرفة.
وفي الذكر كان عمدة ما يوصي به : أذكار الصبح والعشاء ، أهمّها ما ورد في الأخبار ، وأهمّ ذلك تعقيبات الصلوات ، والأكثر أهمّية ذكر وقت النوم المأثور في الأخبار ، لا سيّما أن يغلب عليه النوم حال الذكر متطهّراً.
وحول قيام الليل كان يقول :
في الشتاء ثلاث ساعات ، وفي الصيف ساعة ونصف ، وكان يقول : لقد لمست آثاراً كثيرةً في سجدة الذكر اليونسي (لا إلـهَ إلاّ أنْتَ سُبْحانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ) ، أي في المداومة على ذلك بحيث لا تترك في اليوم والليلة ، وكلّما كانت أكثر ، كلّما ازداد تأثيرها ، وأقلّ ذلك أربعمائة مرّة ، وأنا العبد جرّبت ذلك ، كما إدّعي