الدرس الأوّل
ما هو الأدب ، ولماذا الآداب الإسلاميّة؟
الأدب من الأخلاق الفرعيّة ومن منشآتها ، وهو بمعنى الهيئة الحسنة الممدوحة التي ينبغي أن يقع عليه الفعل المشروع ، إمّا في الدين ، أو عند العقلاء في مجتمعهم ، كآداب الدعاء والصلاة وملاقاة الأصدقاء ، وأدب المعاشرة ، وما شابه ذلك ، وإن شئت فقل : الأدب يعني ظرافة العمل ولطافته.
ولا يكون إلاّ في الاُمور المشروعة غير الممنوعة شرعاً وعقلا ، فلا أدب في الظلم والخيانة والكذب ، ولا أدب في الأعمال الشنيعة والقبيحة ، ولا يتحقّق أيضاً إلاّ في الأفعال الاختياريّة ، التي لها هيئات مختلفة فوق الواحدة ، حتّى يكون بعضها متلبّساً بالأدب دون بعض ، كأدب الأكل مثلا في الإسلام : وهو أن يبدأ فيه بالبسملة ـ بسم الله ـ ، ويختم بالحمدلة ـ الحمد لله ـ ويأكل دون الشبع وأن لا ينظر إلى الآخرين وغير ذلك من الآداب والسنن.
وإذا كان الأدب هو الهيئة الحسنة في الأفعال الاختياريّة ، والحسن وإن كان بحسب أصل معناه وهو الموافقة لغرض الحياة ، ممّـا لا يختلف فيه أنظار المجتمعات ، لكنّه بحسب مصاديقه ممّـا يقع فيه أشدّ الخلاف ، وبحسب اختلاف الزمان والمكان واختلاف الاُمم والشعوب والأديان والمذاهب ، وحتّى المجتمعات الصغيرة المنزليّة