الكامل لآل محمّد (عليهم
السلام) عشقاً كان مشهوراً تتناقله الألسن ، بحيث يمكن القول أنّ الغدير أثر من
آثار العشق العارم ، ومن هنا كانت له علاقة خاصّة بسماع مصائب الإمام الحسين (عليه
السلام) وأصحابه الكرام والتأمّل في مصائبهم ، وكان يبكي بصوت عال بكاءً مريراً
ومتفجّعاً.
وهذا العبقري العظيم الشيخ الوحيد
البهبهاني صاحب مدرسة في الاُصول ، كان عندما يتشرّف بحرم سيّد الشهداء (عليه
السلام) للزيارة يقبّل أوّلا عتبة الباب (الكفشداريّة) « محلّ نزع الأحذية » ويمسح
وجهه المبارك ولحيته الشريفة ، وبعد ذلك يتشرّف بدخول الحرم بخضوع وخشوع وبكاء ،
ثمّ يقرأ الزيارة.
يقول المحدّث القمّي : حيث إنّ السيّد
نعمة الله الجزائري لم يكن يستطيع في بدء دراسته أن يشتري مصباحاً للمطالعة ، فقد
كان يطالع في ضوء القمر ، ونتيجة كثرة المطالعة ، ضعف بصره ، ولذلك بدأ يمسح بتربة
سيّد الشهداء وتربة سائر الأئمة (عليهم السلام) على عينيه ، ومن بركة تلك التربة
كان نور بصره يزداد ويقوى.
ويضيف المحقّق القمّي : وليس هذا الأمر
غريباً ، لأنّ الدميري في (حياة الحيوان) وغيره ، ينقلون أنّ الأفعى عندما تصاب
بالعمى تمسح عينيها بنبات معيّن فتبصر ، وإذا كان الله تعالى يجعل تلك الخاصّية في
نبتة ما ، فما العجب في أن يجعل مثلها في تربة ابن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ،
ويضيف قائلا : وهذا الحقير أيضاً كلّما ضعف بصري بسبب كثرة الكتابة أتبرّك بتراب
مراقد الأئمة (عليهم السلام) ، وأحياناً بمسّ كتابة الأحاديث والأخبار ، وبحمد
الله فإنّ يميني في غاية القوّة ، وأملي إن شاء الله أن تقرّ عيني ببركتهم في
الدنيا والآخرة.
يقول ابن المحدّث القمّي : حينما كنّا
في النجف الأشرف سنة ١٣٥٧ ه قبل وفاة الوالد بسنتين استيقظ والدي وقال : اليوم
تؤلمني عيناي ولا أستطيع المطالعة