شبهة وجواب :
وهنا لابد لي وأنا أسير في البحث من
الإجابة عن شبهة قد ترد على ذهن بعض الأشخاص ، وهي : كيف تكون فاطمة سيدة نساة العالمين مع أنّ رب العالمين قال في محكم كتابه عن مريم : ( يَا مَرْيَمُ إِنَّ
اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ )
؟
نجيب عن ذلك بجوابين ، أحدهما نَقْضي ، والآخر
حَلّيٌ.
أما الجواب النقضي : فنسأل المستشكل
ماذا يقول في قوله تعالى : ( وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ).
فهل هو يعتقد ، أو هل هناك أحد يقول بأن
هؤلاء الأنبياء هم أفضل من نبينا محمّد صلىاللهعليهوآله
؟ كلّا وألف لا ، فالرسل على مراتب وأفضلهم خاتمهم ، فالتفاضل حقيقة ربانية لكن لا على جميع العصور : ( تِلْكَ الرُّسُلُ
فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ).
والأوضح من ذلك أن نرى الله قد فضّل
اليهود على العالمين في كتابه ؛ لقوله تعالى : ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا
نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ).
فهل هناك مسلم أو مسيحي يعتقد بأنّ
اليهود هم أفضل العالمين ؟ كلا وألف لا ، خصوصاً بعد عِلمنا بما فعله أبناء تلك الأمة بأنبيائهم وتحريفهم للشريعة ،
_______________________________________