وعن الثالث أنا لا نجوز عليه النسيان فيما يتعلق بالتبليغ والشرع وأما في غيره فجائز.
وعن الرابع إن تلك السفينة كانت ملكا لقوم ، فلعل كل واحد منهم كان قليل المال جدا.
وعن الخامس إن لفظ الوراء يعبر به عن الخلف والقدام فهي هاهنا بمعنى القدام ، كما في قوله تعالى ( مِنْ وَرٰائِهِمْ جَهَنَّمُ ) (١) يعني من قدامهم.
وعن السادس : لعل اللّه أوحى إليه بقتل الشخص فلذلك أقدم علمه (٢).
__________________
في اللآلي : هو غير ثابت بهذا اللفظ. ولعله مروى بالمعنى من أحاديث صحيحة. وقال السخاوي في المقاصد الحسنة : أشتهر بين الاصوليين والفقهاء ، بل وقع في شرح مسلم للنووي في قوله « اني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم » ما نصه : معناه اني أمرت بالحكم بالظاهر واللّه يتولى السرائر كما قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ولا وجود له في كتب الحديث المشهورة. وجزم العراقي والمزي بأنه لا أصل له.
١ ـ سورة الجاثية ، الآية ١٠.
٢ ـ غريب جدا أن يغيب عن المصنف أن ذلك انما كان بوحي من اللّه بعد ما ورد من النص الصريح على ذلك في قوله ( وما فعلته عن أمري ) فهل بعد هذا تصريح بأن الخضر انما كان نبيا يتلقى الوحي بما فعل من عند اللّه تعالى ، وانما كانت هذه الوقائع بهذه الصورة لانها درس لموسى عليه السلام يتعلم منه التمهل والتروي. فان سبب ذلك كما جاء في صحيح البخاري. وغيره أن موسى عليه السلام قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل من أعلم الناس؟ فقال : أنا ولم يرد العلم الى اللّه فعاتبه اللّه في ذلك ، وأمره أن يلحق بعبده خضر الخ القصة.