كان الثاني لم يلزم منه الكفر والشرك ، لأن الاعلام تفيد تسمية الولد بعبد الحارث لا تفيد كونه عبد الحارث ، فإن الأعلام قائمة مقام الإشارة فقط ولا يلزم منه الكفر والفسق أصلا.
( الثالث ) أن العداوة الشديدة التي كانت من آدم وإبليس من أول الأمر إلى وقت ذلك الحمل مانعة لآدم من الاغترار به.
هب أن آدم لم يكن نبيا ولم يكن مسلما ، أما كان عاقلا؟ فصحّ أن هذه الرواية الخبيئة لا يجوز أن يقبلها عاقل فضلا عن مسلم (١).
__________________
١ ـ قال الامام الحافظ أبو محمد بن حزم في كتاب الملل والنحل : وهذا الذي نسبوه الى آدم عليه السلام من انه سمى ابنه عبد الحرث خرافة موضوعة مكذوبة من تأليف من لا دين له ولا حياء ولم يصح سندها قط وانما نزلت الآية في المشركين على ظاهرها ا ه. والعجب أن ابن جرير ادعى الاجماع عليها. ثم اخذ يتمحل لذلك محلات بعيدة سخيفة فغفر اللّه له ولمن تبعه على هذه الخرافة.