فأنصار التعبّد المحض لم يخضعوا إلى ما
سنّه أبو بكر و عمر و عثمان و أتباعهم من مخالفات لقول رسول الله صلىاللهعليهوآله
و فعله ، بل إنّهم كانوا يؤكّدون على عدم تركهم سنة رسول الله صلىاللهعليهوآله
لقول أحد
، مصرِّحين في آخر : إنّها سنة أبي القاسم
، و في ثالث : سنة نبيكم و إن رغمتم .
و من كل هذا يتبيّن بوضوح كون ابن عباس
من أصحاب مدرسة التعبد المحض لا الرأي ، و من المحدثين الكاتبين المدونين لا المانعين ، و من الواقفين بوجه الفقه المخالف لكتاب الله و سنّة رسوله ، و لذلك كلّه كانت نسبة الخبر الثنائي المسحي في الوضوء إليه أقوى بمراتب من الوضوء الغسلي العثماني الذي ألقي على عاتق ابن عباس لأغراض حكوميّة كما علمت.
و إذا أردت التأكّد من صحّة ما قلناه من
التلازم بين المدونين و الوضوء المسحي عند ابن عباس ، و بين المانعين من التدوين و الوضوء الغسلي ، فاقرأ معي الصفحات التالية :
المدونون وأخبار الوضوء عن
ابن عبّاس
لقد انقسم المسلمون بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى نهجين ، أحدهما
: يدعو إلى
_______________________________