الأفئدة (١) فبعين الله ما تعلمون ، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون (٢).
حدثني محمد بن زكريا ، قال : حدثنا محمد بن الضحاك ، قال : حدثنا هشام بن محمد ، عن عوانة بن الحكم ، قال : لما كلمت فاطمة عليها السلام أبا بكر بما كلمته به ، حمد أبو بكر الله وأثنى عليه وصلى على رسوله ثم قال :
يا خيرة النساء ، وابنة خير الآباء ، والله ما عدوت رأي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وما عملت إلا بأمره ، وإن الرائد لا يكذب أهله ، وقد قلت فأبلغت ، وأغلظت فأهجرت ، فغفر الله لنا ولك ، أما بعد فقد فعت آلة رسول الله ودابته وحذاءه الى علي عليه السلام ، وأما سوى ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إنا معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا أرضا ولا عقارا ولا دارا ، ولكنا نورث الايمان والحكمة والعلم والسنة ، فقد عملت بما أمرني ، ونصحت له وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب (٣).
وروى هشام بن محمد ، عن أبيه قال : قالت فاطمة ، لأبي بكر : إن أم أيمن تشهد لي ان رسول الله صلى الله عليه وآله ، أعطاني فدك ، فقال لها : يا ابنة رسول الله ، والله ما خلق الله خلقا أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وآله أبيك ، ولوددت أن السماء وقعت على الأرض يوم مات أبوك ، والله لأن تفتقر
__________________
(١) سورة الهمزة : ٧.
(٢) ابن أبي الحديد ١٦ : ٢١١. وقد اختصر الخطبة وتأتي بمجموعها في الملحقات كما جاءت في كتاب السقيفة وفدك ـ لأبي بكر الجوهري.
(٣) ابن أبي الحديد ١٣ : ٢١٣.
لقد أجاب المحققون والمحدثون على كلام أبي بكر ، وأن قوله هذا مفتعل على النبي الأعظم (ص) ومختلق على لسانه (ص) لأن جميع مفاهيم الاسلام والسنة المحمدية ظهرت واضحة على عهد النبي (ص) فكيف لم يظهر هذا القول إلا بعد وفاته والناقل له هو وحده ... وهل أن النبي (ص) لا سمح الله أتى خلاف ما جاء به القرآن كما قالت واستشهدت بها فاطمة (ع) من الآيات ، وكيف أخرج أبو بكر وبأي ديل وسنة ، آلة الرسول ودابته وحذاءه من ضمن الأرث ودفعها الى علي (ع).
وعلى حد قول أبي بكر فان فاطمة الزهراء (ع) ورثت ايمان النبي (ص) وحكمته وعلمه وسنته ، وأنها وارثه في جميع ذلك ، هل يمكن أن تدعي ما ليس لها بحق ... كلا وألف كلا ... وهل يجوز لأبي بكر ان يقول في حق الصديقة الطاهرة : أغلظت فأهجرت ، فغفر الله لنا ولك ... اللهم اليك المشتكى واليك المصير.