قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تمهيد القواعد

    تمهيد القواعد

    262/648
    *

    فإن لم يكن مناسبا ، فالمختار عند الآمدي وابن الحاجب وجماعة أنه لا يفيدها (١). واختار البيضاوي عكسه (٢) ، واستدل عليه بأن قول القائل : أهن العالم وأكرم الجاهل مستقبح ، مع أنّ ذلك قد يحسن لمعنى آخر ، فدل على أنه لفهم التعليل. فإن كان الترتيب بالفاء أفاد العلية ، سواء دخلت على الحكم ، كقوله تعالى ( وَالسّارِقُ وَالسّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما ) (٣) وقول الراوي : زنى ماعز فرجم (٤) ، أو على الوصف ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله « لا تقربوه طيبا ، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا » (٥).

    إذا تقرّر ذلك فمن فروع المسألة :

    ما إذا سمع مؤذنا بعد مؤذن ، فأصح الوجهين استحباب حكاية الجميع ، لقوله في الحديث : « إذا سمعتم المؤذن » (٦) وهو متحقق فيهما ، إلا أنّ الأول متأكد الاستحباب.

    ومنها : إذا لم يسمع بعض الفصول ، فالمتجه أن يجيب فيه ، لقوله في الحديث : « إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول » ولم يقل : فقولوا مثل ما تسمعون.

    __________________

    (١) الإحكام ٣ : ٢٨٥ ، منتهى الوصول : ١٣٣.

    (٢) منهاج الأصول ( نهاية السؤل ) ٤ : ٦٣ ، منهاج الأصول ( الابتهاج ) : ٢٢٧

    (٣) المائدة : ٣٨.

    (٤) صحيح مسلم ٣ : ٥٢٧ كتاب الحدود حديث ١٨.

    (٥) صحيح مسلم ٣ : ٣٩ كتاب الحج حديث ١٠٣ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٠٣٠ حديث ٣٠٨٤ ، سنن النسائي ٥ : ١٩٦ كتاب المناسك باب كم يكفن المحرم.

    (٦) صحيح البخاري ١ : ١٥٩ باب ما يقول إذا سمع المنادي ، صحيح مسلم ١ : ٣٦٧ كتاب الصلاة حديث ٣٨٤ ، سنن ابن ماجة ١ : ٢٣٨ حديث ٧٢٠ ، سنن النسائي ٢ : ٢٥ باب الصلاة على النبي بعد الأذان.