الحركة فمنشاؤه من خلف منشأ الزوج الأول المؤدي حاسة البصر (٧٣) ويتفرق كل قسم منه في عضلة وسنبّين شيئا من هذا الكلام في الفصل
الفصل السابع
في وصف الغشائين اللذين يجللان العصب النوري
اعلم ان القلب يصعد منه عرقان يحملان الروح الحيواني (٧٤) الى الدماغ. ويتشعبان وينتسجان (٧٥) ويصير منهما غشاءان : غليظ ورقيق
_________________
٧٣) يعتبر عصب الحركة هذا هو الزوج الثاني ويخرج من البطينين المؤخرين في الدماغ (انظر المقالات والتذكرة).
٧٤) الروح الحيواني : جاء في تذكرة الكحالين ص ٣٦ : ان الروح الحيواني متحول عن الروح الطبيعي. ذلك ان الكبد بعد ان تطبخ ما يتناوله الانسان من طعام فانه يرتقي منه بخار تعمد الطبيعة الى تهذيبه لتكون منه الروح الطبيعية التي تستقر في الكبد. ثم تعمد الطبيعة فتأخذ صافي هذا البخار الذي هو الروح الطبيعي فتبعث به الى القلب فيكون منه الروح الحيواني ثم يبعث القلب ايضا بصافي هذا الروح الحيواني (بامتزاج الهواء الواصل الى القلب من الرئة) الى الدماغ في عرقين يصعدان من القلب الى الدماغ. فاذا صارا الى قلة الدماغ انقسما انقساما شتى. ثم اتصلت تلك الاقسام وانضم بعضها الى بعض فصار منها غشاء شبيه بالمشيمة يسمى (الميننجس الغليظ) ثم يتفرع من ذلك الغشاء عروق ادق مما فيه واكثر الى بطينه. ثم تنقسم تلك العروق ايضا باقسام شتى ثم يشتبك بعضها ببعض ويصير منها غشاء شبيه بشبكة الصياد ولذلك يسمى هذا الغشاء (الشبكي) ويسمى الميننجس الرقيق. اما منفعة الميننجس الغليظ فانه يوقي الدماغ من العظم وان يلطف فيه ايضا ذلك الروح. واما المننجس الرقيق الثاني فانه يغذو الدماغ وان يلطف فيه ايضا ذلك الروح وذلك ان الروح الحيواني يدور في التشبيك الاول ويلطف فيه ويرق ثم يهبط الى الغشاء الشبكي الذي دونه فيدور فيه ايضا حتى يلطف هناك ثم يصير الى الوعائين اللذين في مقدم الدماغ ويمكث هناك حينا ويلطف وتنقي الطبيعة عنه ما يخالطه من الفضول الى المنخرين. ويقال هذا الروح النفساني ، ولهذا السبب قال جالينوس ان قوى النفس تابعة لمزاج البدن. ثم ينفذ في العصب الأجوف الى العين نفوذا متصلا فيكون فيه قوة البصر (انظر بحث الروح الباصر في العشر مقالات لحنين بن اسحق).
٧٥) في الأصل : ويتشنجان.