الوقت الحاضر موضوعاً للمفاوضات بين الدول ذات المصلحة والدولة العثمانية.
وبإتمامنا لوصف الكويت نكون قد انتهينا من العرض الجغرافي للسناجق الثلاث التي يتألف منها العراق الجنوبي وهي سنجق العمارة وسنجق المنتفك وسنجق البصرة ولم يبقى أمامنا إلا الانتقال إلى استعراض القسم الأخير من ولاية البصرة وهو الحسا الذي يختلف في ظروفه بدرجة لا يستهان بها عن العراق الجنوبي.
يطلق إسم الحسا أو «الأحساء» بصيغة الجمع ومعناه باللغة العربية «التربة الرملية التي تمتص المياه» (١) على كل الشريط الساحلي الذي يمتد من خليج الكويت محتضناً منطقة القطيف الساحلية وواحة الحسا وشبه جزيرة قطر. وتؤلف هذه المناطق الثلاث جميعها سنجقاً واحداً يطلق عليه الأهالي هناك إسم «سنجق الحسا» علماً بأن اسمه في الوثائق التركية الرسمية وكذلك في الحوليات الخاصة بولاية البصرة «سنجق نجد» وهو أمر يبدو معه كما لو أن السنجق المذكور يشمل هضبة نجد الواقعة في وسط شبه جزيرة العرب يفصلها عن الحسا سلسلة جبلية عالية وصحراء رملية واسعة.
ويتعذر تعيين حدود سنجق نجد أو الحسا بدقة ذلك أن حدوده غير معينة إلّا من جهة الخليج أما في الجهات الثلاث الأخرى فإنها تضيع في الصحراء لذا فإن حدود الحسا لا يمكن معرفتها إلّا بشك تقريبي وعلى هذا الأساس نستطيع القول أن السنجق المذكور يحده من الشمال الصحراء
______________________
(١) لكلمة الحس العربية معنيان الأول مص والثاني سهل من الأرض يستنقع فيه الماء وجمعها أحساء وحساء ـ المترجم.