بمساعدة قوائم من جذوع النخل وحولت إلى كورنيش يربط المدينة بضاحية مقام علي. ويستخدم هذا الطريق غير المعبد والكثير التراب أثناء الجزر عندما ينقطع الاتصال مع المدينة بواسطة القوارب بسبب عدم وجود المياه في القناة. ويسير على هذا الكورنيش المشاة والراكبون وتعمل عليه ايضاً مركبة لنقل الجمهور من جسر العشار إلى سوق المدينة.
وبالإضافة إلى قناة العشار يمكن الوصول إلى المدينة بواسطة قناتين اخريين موازيتين لها هما الخورة الواقعة إلى الأسفل من العشار والخندق الواقعة إلى الأعلى منها. وأولى هاتين القناتين أي الخورة قليلة السكان ولكنها أجمل من العشار بفضل بساتين النخيل التي تزدحم بها ضفتاها. أما الثانية أي الخندق فإن العمران فيها يزداد من سنة لأخرى بحيث بدأت تنافس العشار منافسة جدية من حيث أهميتها بالنسبة للبصرة. ولكي نصل إلى البصرة بواسطة الخورة أو الخندق ينبغي أن نستخدم قنوات جانبية تتفرع منهما إلى العشار وتؤلف ما يشبه الشبكة تغطي كل المنطقة التي تشغلها البصرة وضاحيتها. ولقد قدمت هذه الحقيقة للكثير من الرحالة الأوروبيين حجة لمقارنة البصرة بالبندقية رغم أن التشابه بين بندقية الغرب وبندقية الشرق لا يتعدى القنوات وربما أيضاً القوارب الطويلة والمسطحة القاع أو الأبلام التي تذكر بالمحفات التي تثبت فيها لحماية الركاب من أشعة الشمس، بجندولات البندقية بعض الشيء.
ومدينة البصرة نفسها المختبئة في الصحراء تحتل مساحة واسعة نوعاً ما بين قناتي الخورة والخندق وتنقسم إلى ثمانية أحياء تحوي اكثر من ٥٠٠٠ بناء حجري إضافة إلى الكثير من أكواخ القصب أو الصرائف التي تؤلف مساكن للطبقة الفقيرة والتي تصادف في كل خطوة لا في أطراف المدينة فحسب وإنما في مركزها نفسه أيضاً.