الحقيقية لهذه المناطق ذلك أنها في خلال الربيع القصير تلتهم كل ما هو حي بالمعنى الحرفي للكلمة. ويزور العراق من حين لآخر الجراد الذي يكون لونه أصفر في العادة. وقد لاحظ الأهالي بأنه يأتي دائماً من الجنوب الشرقي الأمر الذي أدى إلى نشوء خرافة مفادها أن أمواج الخليج العربي تولد عدو المزارعين المجنح هذا. وعلى ما يشهد. (M. Otter) كان لا يزال يوجد في البصرة في منتصف القرن الثامن عشر النمل الأبيض الذي كانت تنقله إلى هناك السفن القادمة من الهند ولكنه معدوم تماماً في الوقت الحاضر. ويختار النمل الأبيض أماكن إقامته المفضلة في العنابر التي تخزن فيها الأقمشة المصنعة فيقضي دون رحمة على بالات كاملة منها والطريقة الوحيدة للتخلص من أذاه، هي وضع البضاعة على سقالات خشبية تغوص أرجلها في طبقة سميكة من الملح تغطي أرضية هذه العنابر.
وتكثر في أنهار العراق الجنوبي الأسماك
من مختلف الأنواع ابتداءاً من الرنكة وانتهاءً بالقرموط بل وحتى القرش الذي يدخل في أثناء حرارة الصيف من الخليج إلى شط العرب ويرتفع في بحثه عن مياه أكثر برودة في نهر دجلة حتى يصل بغداد نفسها. ويؤلف الجميري المملح وكذلك وبشكل خاص الأسماك المجففة والمملحة غذاءً رخيصاً للطبقات الفقيرة من السكان لا سيما أن صيدها لا يتطلب مهارة خاصة إذ كل ما يحتاجه هو إقامة حواجز من القصب الضفاف يدفع إليها المد بالأسماك التي تبقى عند الجزر في القاع خلف تلك الحواجز. ويوجد في أهوار العراق الواسعة، إلى جانب المليارات من الضفادع التي تقيم في كل ليلة حفلات موسيقية تصم الأذان ولكنها لا تخلو من الأصالة » القندس الذي يسميه العرب «كلب الماء» ويجدون في صيده سعياً وراء جلده الذي يُصدر إلى الخارج. وتوجد على ضفاف دجلة والفرات فضلاً عن ذلك عدة أنواع من