الأغلب في الوقت الحاضر جزءاً من الصحراء التي تحرقها الشمس أو هي عبارة عن مستنقعات تستعصي على الاجتياز، كانت في وقت من الأوقات تشغلها البساتين والحقول ويقطنها بشكل مكثف سكان مزارعون مجدون. وتختلف هذه القنوات في حجمها تبعاً للهدف من إنشائها وهو هدف مزودج، فالبعض منها كالصقلاوية الذي يأخذ مياهه من الفرات إلى الأعلى قليلاً من الفلوجة ويصب في دجلة بالقرب من بغداد وكذلك الأنهر التي توازيه وهي على التوإلى من الأعلى إلى الأسفل: نهر عيسى (أبو غريب حالياً) ونهر صرصار (الرضوانية حالياً) ونهر ملك ونهر الكوت (وهذا الأخير كان يصب في دجلة إلى الأسفل من سلوقيا) لم تكن تستعمل للري فقط وإنما تستخدم أيضاً كشرايين صالحة للملاحة تمتد لعشرات الأميال في العراق العربي وتربط بين الفرات ودجلة؛ وينتمي النهروان الذي يجري في الضفة الشرقية لدجلة ويوزع المياه من رافدي هذا الأخير على كل المنطقة الواقعة بين بغداد وكوت الامارة وجبال الحدود الفارسية إلى هذا النوع من القنوات إذ أنه كان صالحاً للملاحة أيضاً بفضل عمقه الملحوظ الذي يصل في بعض المواضع إلى ١٥م. أما القنوات الأخرى فكانت مخصصة للري فقط لذلك فإنها تختلف في حجمها لدرجة ملحوظة عن النوع الأول، ومنها: شط الكار والمحمودية واللطيفية والاسكندرية التي تتغذى بالمياه من الفرات والدجيل والاسحاقي وغيرها التي تأخذ مياهها من دجلة.
وقد استكمل نظام الري، بهدف حماية
البلاد من الفيضانات ولكي توزع مياه الري بالتساوي، بعدد من السدود المبنية من الحجر والطابوق. مثل سد ظهر العوض أو نمرود بالقرب من نينوى، وقد بنيت بإحكام إلى درجة بحيث ظلت آثارها قائمة حتى الوقت الحاضر على الرغم من مرور