الذين يستعملون هذا الماء قدرتهم على التناسل فيتطلب الأمر تدخل أحد ملوک الجنة وهو باور زيوا لبعث الصابئة إلى الحياة أخرى، حيث يهبط من أجل ذلک إلى الأحواز يرافقه جميع الصابئة العزاب الموجودين في الجنة والنار فيزوجهم من ساکنات مشوني کشطة (العالم الأرضي غير المنظور) فيصبح لون الماء قاتماً مرة أخرى ويفقد خاصيته المميتة حتى أن الصابئة يتکاثرون بشکل کبير خلال فترة قصيرة. غير إن هذه البحبوبة من العيش لا تستمر طويلاً حيث لا يلبث الماء أن يفسد مرة أخرى فيفقد الصابئة قدرتهم على التناسل ويصل بأسهم إلى درجة بحيث يصبح الواحد منهم مستعداً لأن يتخلى دون تفکير عن زوجته للآخر على أمل أن يکون له خلف.
وتکون أيام هذا الياس علامة على حلول نهاية العالم التي تکون على النحو التالي: يأمر مار اربوثا کلاً من أواثر وبثاهيل أن يعودا إلى مملکتيهما في ألمة أد نهورا (الجنة) بعد أن يصطحبا معهما جميع الأرواح التي مازالت باقية في المطراثة (جهنم) التي تلغى اعتباراً من تلک اللحظة. بعد ذلک يطلق هيبل زيوا الرياح الأربعة فتدمر کل شيء يعترضها وترفع الشر في الهواء حيث تغادر أرواحهم أجسادهم الفانية وتتوجه إلى ألمة نهورا مباشرة. وفي نفس الوقت الذي تجري فيه هذه الحوادث تتنقل الشمس والمقر والکواکب إلى أماکن أخرى وتسقط النجوم من مواضعها وتفنى وتطوى السماوات السبعة وتدخل في حلق الأور الذي ينتفض بأمر من هيبل زيوا فيؤدي به ذلک إلى أن ينشطر إلى اثنين. أما الأراضي السبع فتعود إلى شکلها الأول أي الماء.
بعد أن انتهينا من الأسفار الدينية
الخاصة بالصابئة ومن أساطيرهم الدينية حول أصل الآلهة ونظام الکون الفريد في نوعه ننتقل إلى الناحية