برداي زنزل الذي کان داعية متحمساً للمنوفستية في القرن السادس وحقق نجاحاً کبيراً بين نساطرة ما بين النهرين، ولذا فإنه يعتبر المؤسس الحقيقي للکنيسة اليعقوبية وهو أول رئيس مستقل لها. وقد اختار خلفاء برداي مدينة انطاکيا واعتباراً من القرن الخامس عشر نقل رئيس الکنيسة اليعقوبية مقره إلى دير يقع بالقرب من ماردين هو ديري ـ زفيران ولکن بطارقتهم ظلوا محتفظين بلقبهم السابق.
لقد ظل اليعاقبة، باعتبارهم مسيحيين غير أرثوذکس، حتى الفترة الأخيرة تحت سلطة البطريق الأرمني ولم يتحرروا منها إلّا عندما حصل بطريق اليعاقبة بلروس في ١٨٧٣ على اعتراف الباب العالي به کـ « ملت ـ باشي » مستقل، غير ان ذلک لم يصادف استحساناً من جانب جزء کبير من رعيته وظل هذا الجزء يعتبر نفسه تحت وصاية بطريق الأرمن إلى ١٨٨٣ عندما حصل الانفصال النهائي للکنيسة اليعقوبية.
إن الحقوق والامتيازات التي اعترف بها الباب العالي «للسريان قديم» أي السريان القدماء وهو الاسم الذي يطلق عليهم في الوثائق العثمانية الرسمية مشابهة لتلک التي منحت للطوائف المسيحية الأخرى وهي تتعلق بالاستقلال في إدارة الشؤون المتعلقة بالزواج وما ينجم عنه من التزامات عائلية. ويمثل بطريق اليعاقبة في اسطنبول وکيل عنه ومجلس إداري دنيوي وذلک الدفاع عن مصالح کنيستهم وإدارة شؤون العلاقات مع الباب العالي.
ولم يکن اليعاقبة، شأنهم في ذلک شأن
إخوانهم النساطرة، بمنأى عن الدعاية الکاثوليکية، لکن هذه الدعاية لم تفض، على الرغم من أن نشاط المبشرين استمر بينهم عدة قرون، إلى نتائج ملموسة إلّا منذ وقت غير بعيد نسبياً. لقد ظل عدد «السريان الوحدويين» أي السريان الکاثوليک وهو