الکلدان، تؤکد ذلک الشهرة السيئة التي تمتع الأمير الکردي بدرخان بيک الذي ارتکب في ١٨٤٣ و١٨٤٦ ضد النساطرة مذبحة رهيبة بحيث أباد قبيلتين من قبائلهم هما تياري وتخوما (١)، إبادة تامة تقريباً. صحيح أن الحکومة العثمانية أرسلت حملة تأديبية ضد بدرخان لکن ذلک لم يحسن وضع النساطرة الذين لا يزالون حتى الان تابعين للأمراء تبعية تامة فيدفعون لهذا الرئيس أو ذاک من رؤساء القبائل الکردية أتاوات مقابل أمنهم الشخصي ولکن ذلک لا ينقذ قراهم من غارات ونهب الأمراء الآخرين المعادين للشخص الذي يحميهم.
ولم يکن وضع النساطرة أفضل من ذلک في مسألة الدفاع عن مصالح شعبهم أمام الباب العالي، فلم يعترف حتى الآن للطائفة النسطورية بالاستقلال ولذا فإنها تخضع لسلطة بطريق الأرمن لأنها غير سلافية وذلک على الرغم من ان هذا الخضوع هو إسمي فقط ولا يعيق رئيس الکنيسة النسطورية عن الاتصال المباشر بمتصرف منطقة جولة ميرک التي يقع فيها مقر البطريقية. في ظل مثل هذه الظروف تکون فرص النساطرة في تحقيق مطامحهم العادلة قليلة جداً وذلک لتعذر أن يکون لهم ممثل خاص بهم يدافع عن النسطورية في اسطنبول هذا إذا لم نذکر افتقارهم للحماية الأجنبية التي يتمتع بها الکلدان متمثلة بالسفير الفرنسي لدى الباب العالي والقناصل الفرنسيين في بغداد والموصل (٢).
______________________
(١) (REV. G. P. BADGER. OP. CIT. VOL. L. PP. ٢٧٠FF.)
(٢) لقد افتتح فرع للقنصلية الفرنسية في الموصل في١٨٤٣ خصيصاً لحماية طائفة الکلدان التي کان عددها في ذلک الوقت قد ازداد أکثر من المألوف في المدينة المذکورة.