«الرستقية» التي يذکرنا سنامها بالزبو الهندية وهي ملائمة بشکل خاص لأعمال الحقل وذلک بفضل ضخامتها وقوتها، و «العراقية» التي تخصص بالدرجة الأولى للذبح وتصدر بکثرة إلى الموصل وديار بکر وغيرها من المدن، و «الداري» التي يربيها المنتفقيون بالدرجة الأولى والتي تتخلف في کل الحالات عن الأنواع الأخرى، وأخيراً «النجدي» التي تصادف في ولاية البصرة بالقرب من نجد والتي تشتهر بغزارة حليبها.
والأبقار هي العون الرئيسي لا لمربي الماشية شبه المتنقل فقط وإنما للمزارع المستقر أيضاً فهي تؤمن لعوائل هؤلاء وأولئک الغداء من منتجات الحليب التي يبيعون قسماً منها أيضاً وبشکل مربح لسکان المدن والارياف. کذلک تقوم الأبقار بالنسبة لأفراد الفئة الأولى مقام حيوانات الحمل اثناء انتقالهم مع قطعانهم من مرعى إلى آخر، في حين تکون بالنسبة لافراد الفئة الثانية دابة عمل يستخدمونها في حراثة وإرواء الحقول وفي أثناء مواسم الدرس وما يشبه ذلک من أعمال الحقول. وبسبب فوائد الأبقار والثيران المتعددة هذه أعفت الحکومة العثمانية التي تهدف إلى تسهيل وضع المزارعين وتشجيع العمل الزراعي، هذه الماشية من أي ضريبة عدا ضريبة الذبح حيث تأخذ أحد عشر قرشاً (٨٨ کبيکاً) عن کل رأس.
ومن غير الممکن تحديد العدد الأجمالي للثيران والأبقار في العراق الجنوبي بسبب عدم تسجيلها ولأنها لا تخضع للضريبة الحکومية، هذا طبعاً إذا لم نقنع بالأرقام الوهمية، غير إن من الشائع على أية حال أن سنجق العمارة يحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الثيران والأبقار تاتي بعده سناجق الحلة وکربلاء وبغداد، والمنتفق والبصرة.
بقي علينا لکي ننتهي من الحديث عن تربية
الماشية، أن نورد بضعة کلمات عن الجاموس. إن القبائل التي تمتهن تربية الجاموس تقطن في