من کل أنوثة. إضافة إلى أنهن، من وجهة النظر الأوروبية، يشوهن أنفسهن بالوشم الذي يرسمنه على وجوهن وصدورهن وأيديهن وأرجلهن وکذلک بتعليقهن لحلقات خاصة في الأنف ولبسهن لعقود وما أشبه ذلک من الحلي. وفوق ذلک کله تکاد البدويات يذوين أسرع من الرجال وذلک أمر تحتمه ظروف حياتهن الصعبة. فإذا ما کان ممثلو الجنس الخشن في الصحراء محکوم عليهما منذ أن يولدوا إلى أن يموتوا بالعوز الدائم والمصائب المستمرة فإن الجنس اللطيف يتحتم عليه أن يعيش حياة أصعب وذلک لأن جميع أشغال البيت وأعمال تدبيره ملقاة کما سنرى على عاتق النساء البدويات.
وسنحاول في السطور التالية أن نرسم صورة تقريبية للحياة البدوية بکل ما تمتاز به من سوء ابتداء من طعام العربي المتنقل الثقيل العسر الهضم وانتهاء بکفاحه المستمر من أجل البقاء وهو الکفاح الذي يتحتم عليه أن يخوضه لا ضد الطبيعة التي يعيش فيها فقط وإنما ضد أبناء جلدته أيضاً.
يتألف طعام العربي المتنقل من التمر والرز والدخن والشعير أو الحنطة وهو يحصل على هذه المنتجات مرة أو مرتين في السنة من المدن حيث يستبدلها بالمنتجات الحيوانية.
ويحضر العجين من الحبوب بعد طحنها برحى يدوية
ثم يخبز إما على أحجار محمية أو بإلصاقه على جدران حفر خاصة تحفر بالأرض بعد أن يشعل فيها الشوک البابس أو روث الجمال المجفف. والخبز الذي يحضر بهذه الطريقة هو عبارة عن أرغفة نصف ناضجة يصعب مضغها. وتکون مائدة البدوي في القبائل التي تمتلک الماشية غنية بالکثير من حليب النوق إضافة إلى حليب الغنم والماعز والزبدة المستخرجة منهما. ويصنع