تلك المشاريع التي لم يكن بمقدورها الاستغناء عن مساعدة البنك المذكور فإن هذا الأخير شارك بنشاط حتى في قضية بناء السكك الحديد في الدولة العثمانية فقد أنهى في ١٨٨٨ بمساعدة (Comptoir d , Esvompte) خطين فرعيين مخصصين لربط السكك الحديد التركية، مع البلغارية والصربية عن طريق بيلوف وأسكوب. وفي ١٨٩٢ هب هذا البنك لمساعدة المصرفي الفرنسي (Rene Bandony) الذي كان قد حصل على امتياز لبناء سكة حديد « سالونيك ـ اسطنبول ». وأخيراً كان للبنك في بداية القرن العشرين يد بشكل غير مباشر في سكة حديد بغداد حيث أخذ على عاتقه مهمة تمثيل مساهمة شركة سكك الحديد سميرنا (١) ـ كسبة الفرنسيين في المحادثات التي جرت مع شركة سكك حديد الأنضول تلك المحادثات التي انتهت في أيار ١٨٩٨ بالاتفاق على توحيد هاتين المؤسستين. وعلى أساس هذا الاتفاق جرى في ١٩٠١ في أفيون قره حصار اتصال قضبان خطوط السكك الحديد المذكورة الأمر الذي جعل من الممكن اعتبار الطريق الفرنسي مقدمة لسكة حديد بغداد نظراً للأفضليات الأكيدة التي تتمتع بها سميرنا من وجهة نظر التجارة الأوروبية بالمقارنة مع حيدر باشا نقطة الانطلاق السابقة لسكة حديد بغداد (٢).
وإذا أضفنا إلى كل ما تقدم أن البنك الامبراطوري عمد ابتداء من ١٨٩١ إلى إنشاء صناديق للتوفير في فروعه كافة داخل الدولة العثمانية نكون قد صورنا بدرجة كافية النشاط المتعدد الجوانب لهذه المؤسسة المصرفية.
______________________
(١) سميرنا هو الاسم القديم لمدينة أزمير التركية ـ المترجم.
(٢) A. Cheradame, Le Chemin de Fer de Bagdad Paris. ١٩٠٣ PP. ٤٤. ٤٨.